top of page
  • Writer's pictureBLOG-PMC

رصيف الأمل

رفيدة إحسان


الحاج عبد اللطيف الزعبي ، لم ينتصف عقده الستين بعد ، افترش الرصيف عاقداً يملك من أمل وحب ورجاء على رصيف في شارع الجامعة تحديدا قرب دوار الجامعة فرشه بالحب واللطف لا عجب انه البقعة المفضلة من الرصيف للماّرة العابرون او حتى المشترون إذ ان هذا الحاج الستيني اللطيف نثر العابه التي هي ليست سوى بعض الدمى القطنية الجملية التي لا تنكسر مع تعاقب الزمن عليها كما هو عبد اللطيف تماما ،ُمحملا بلطف اللطيف صباح كل يوم حتى ايام الجَمع فعينا هذا الحاج لا تعرف للراحة سبيل يضع ِجلسة الُمرِهة الساعات كرسيه وسط كل الحب المتناثر على جانبيه تتعاقب على هذه ال والساعات الى ان تذُبل عيناه الزرقاوان بعد الظهيرة مختطف ًة بعض الراحة وسط زمامير السيارات وصراخ الاطفال واصوات الباعة نستطيع ان نُسميها "استراحة ُمحارب" .

لم يكن ليكون هذا الحاج السوري الأصل الذي احتضنه وطن الجميع الاردن الحاني وابناءه مصدرا للحب على هذا الرصيف إذ انه وبالرغم من وجود انظمة وقوانين تحظر من مالك المحل الذي جماً تواجد الباعة على الأرصفة لكن عبد اللطيف وجد تعاطفاً يحصُل على قوت يومه او اقل من امام محله ، حتى حماة الوطن وجنوده "الامن" لم يوِقفوه سوى مرات نستطيُع عدها عندما أيقنوا ان لا ملجأ له ولا مصدر لقوته سوى تلك الدمى ساهم في بقاء تلك اللوحة الجميلة من تقاُبل الأزمان على رضيف شارع الجامعة جامعة اليرموك طلاُبها والذي يمت ُن لهم عبد اللطيف شديد الإمتنان ليس بغريب على جامعة اليرموك وطلابها فدائما ما حملنا راية اليرموك عاليا ونثرنا ثمار حبها بيننا يأُمل عبد اللطيف الزعبي ان ينتهي عناء التعب المختلط بالامل وان يحُبه وطنه مرة أخرى كما يفعُل هو دائما ولم يتوقف عن ذلك يأمل ان تحتضنه سوريا من جديد ويحتض َن هو من تركهم خلفه هناك حي ُث يستطيُع ان ُيمارس حقوق عقده الستين كجٍد بين أحفاده مترح يلاعبهم يروي لهم حكايات اجداده بين فلذات اكباده كما اعتاد لولا لعنة الحرب ما كنا وجدنا الأمَل على رصيف .



48 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page