ساره البوالصه
كنتُ أحلم حلم عميق تجمّعت فِيهِ كل عناصر الجمال ، فجأةً صرختُ كالمفجوعِ بأمهِ لَمْ أرَ أمامي وخلفي إلا الحِجَارَة ، هرولتُ كثيرًا إلى ارجاء المدنيه حيثُ تختلط الأصوات والدماء تغطي الساحة ، نسيتُ وقتها تعاليم الأحلام الورديه هذه الأحلام كالسرابِ أفلتت مني ومَضت صارخةً.
أمسكَ طفلٌ صغير بطرف قميصي ومشينا حيث كنيسة المهد والأقصى سِرنا في شوارعها حتى إبتلّ العظمُ منا ، أسمع تراتيلٌ عزفت قيثارتها أرواح مندّسه بالإثم .
كان الأمل لدينا باقٍ بأن نرحل نحو الشمس ، نحو الغيم بلا أحزان ونكتبُ فوق وسادتنا أحلى أمانينا.
ما إن التفتُ إلى يميني حتى وجدتُ أم تنتظر طفلها لينقذها مِن الضياع و أبٌ عيونه تطيل النظر إلى طفلتهِ ودموعهِ ترويها وكأنها تُخبر أباها بمبسَمِها أنها في مكان جميل في السماء بعيد عن الرصاص وعن صرخات النساء .
هنا بدأت رحلتي إلى اللامكان واللازمان وذهبتُ أنا والطفل الصغير ، لنقفَ في الطابورِ أمام المقابرِ لنحجز لنا حياة حيث يزول فيها الصمت الأبدي ونرجِعُ من سفرنا الطويل حيثُ يصبح غَدُنا كأمسنا ، حيثِ أننا لَنْ نضل الطريق .
