top of page
  • Writer's pictureBLOG-PMC

امضِ

ساره البوالصه



بينما كانَ جَدْي بآخر ساعاتٍ له يودعُ فيها الحياة ، ايقظتني هزة لطيفه من يدهِ على كَتفي ، كانَ صوتهُ مُتعَبًا لكنه ينبعثُ بقوةٍ وثقه ، شاهدَ من النافذةِ عند الغروب تلك الطيور المُتشبعه التي تمضي صائدة تُطارد الغراب .

قال لي : إياكَ يا ولدي ان تمضي في حياتك كالطيور لاهثًا ولا تضعُ قدميك على حافةِ الشيخوخة مُبكرًا ، فإذا ادارَ لك العالم ظهرهُ اكتفي بمتعة الجلوس على شُرفةِ المنزلِ المُطلّه على وردة وحيدة مع قهوة الصباح .

امضِ إلى جارك الذي يُثير الضحك بنوادره وحكاياتيهِ لينطلق الهواء المشبّع بالهموم من قلبك.

إمضِ حيث الشمس لتخيط لَكَ من دفئها ثوبًا من الأحلام يليق بك .

استنشق رائحة الإعشاب والريف التي تحملها نسمات المساء ولترتفع دعواتك إلى الله كإرتفاع غصن الزيتون الواصل حد السماء .

ليصدح صوت المذياع في كل صباح لينشر كلماتٍ من أمل .

يا بُني كُن شامخًا كشجرةِ البلوط ، وإن كانت رحلتك قد بدأت وانتَ حافي القدمين لِتتسلح بعزيمتك وصلابتك مهما لوحتّك آلامُ الحياة ، كُن مندفعًا كإندفاع السهم من جعبة الأيام .



29 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page